سيقان بنازير بوتو .. والصحافة المصرية !!
نشرت جريدة أليكترونية أسمها ( شباب مصر ) موضوعا لكاتب فلسطينى أسمه " منير مزيد " وتم النشر يوم 8 يناير 2007 ، والمقالة بعنوان ( أنحطاط الصحافة المصرية ) ، ويتحدث فى المقالة عن نقاش بعض الصحف المصرية ( الأهرام – روز اليوسف – الفجر ) لسيقان رئيسة وزراء باكستان السابقة ، والتى راحت ضحية عملية أنتحارية من بضعة أيام " بنازير بوتو – رئيسة حزب الشعب الباكستانى المعارض ، والحقيقة لقد بحثت عن هذه المقالات فى الجرائد المذكورة ، فلم أتمكن من العثور عليها ، ومما صعب على ذلك هو عدم ذكر تواريخ المقالات ، ولكن جريدة ( شباب مصر الأليكترونية ) أكدت النشر ، وبرغم أننى أكره بشده أى سباب لمصر من أفواه أو أقلام غير مصرية ، إلا أننى وجدت أن أعرض عليكم المقالة بحذافيرها ، لتأكيد ديمقراطيتنا النوبية ، وأكرر النوبية ، ولا أقصد المصرية ، ولكم الرأى والتعليق ، وكما أقول دائما :- أيه رأيكم ॥ أدام الله عزكم :-ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقال الله تعالى "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" الأعراف (199) أستوقفني مقال فى أحد المواقع يتناول فيه السجال الدائر في الاوساط الإعلامية المصرية حول نشر صورة سيقان بنازير بوتو فقادني إلى طرح العديد من الاسئلة : ألهذه الدرجة من الإنحطاط وصل تفكير المؤسسات الإعلامية في مصر؟ وهل هذه هي مصر التي انجبت العقاد وطه حسين وتوقيق الحكيم ونجيب محفوظ والمنفلوطي وبطرس غالي وطلعت حرب وبيرم التونسي واحمد شوقي وحافظ ابراهيم وابراهيم ناجي وامل دنقل ومحمد حسنين هيكل وغيرهم الكثير الكثير الذين تتلمذنا وتربينا على فكرهم الخلاق ليحل محلهم فكر الظلاميين والمتطرفين؟ فهذا دليل واضح على مستوى الإنحطاط الفكري والثقافي الذي وصل إليه العالم العربي والاسلامي بحيث بدأنا نفتعل حروب جانبية، وتافهة ، مما يؤدي بنا إلى أن نوجه جل اهتماماتنا ونرسخ كل جهودنا على قشور القضايا । فهل يعقل ان تصبح صورة سيقان زعيمة حزب الشعب بنازير بوتو سجال بين أهم الصحف المصرية وهي صحيفة الأهرام وروز اليوسف و الفجر؟ لو كان السجال على صفحات الصحف الصفراء أو صحف إحدى الدول العربية الرخيصة لكان الأمر طبيعيا وأما أن تتناوله صحف لها الإحترام التقدير و تاريخ عريق فهو مؤشر خطير على إنحطاط المستوى الفكري والثقافي في تلك المؤسسات الإعلامية حيث باتت تعمل على تسطيح العقل العربي واصبحت تدار من قبل الظلاميين الجدد او فكر طالبان العقيم وكأن العالم العربي والإ سلامي قد خلا من القضايا الجوهرية ولم يبق إلا البحث عن التفاهات للترفيه عن أنفسنا من باب " اذكروا محاسن مواتكم "। من يتابع تصريحات الإعلاميين المصريين بخصوص هذه القضية الجانبية لأدرك فظ اعة أزمتنا الحقيقية وأننا أصبحنا محكومين بفكر ظلامي حقير يحكم ويتحكم في عالمنا العربي والإسلامي تبعا لاهواء حفنة دراويش اخترعوا دينا مغايرا تماما عن ديننا الإسلامي الحنيف وأعادونا الى زمن الجاهلية لزرع الفتن الطائفية و توزيع التهم والتخوين والتكفير واثارة الحقد والكراهية، وفوق كل ذلك تمجيد فكر الاقصاء والقتل والاغتيال حتى باتت هذه الجرائم قضايا ندافع عنها في عالمنا العربي والإسلامي ونجد لها المسوغات الدينية والقانونية لتبرير هذه الجرائم । كما جاء في القرآن الكريم حين خاطب أهل الكتاب: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ " سورة المائدة 77. فهل أصبح حالنا الآن أسوء مما عليه أهل الكتاب في الغلو ؟ كلنا يتذكر حين وصلت حركة طالبان إلى السلطة، أول عمل بطولي قامت به، هو تدمير التماثيل الأثرية في باميان والموجودة اصلا قبل الإسلام ولم تهدم تلك التماثيل حين دخل الاسلام أفغانستان وانما قد دمرت في عهد طالبان وكأن المشكلة الأساسية التي تواجه أفغانستان والشعب الأفغاني بعد القضاء على الأمية والجهل و مواجهة مشكلة الفقر والحد منه بين افراد المجتمع الأفغاني وتوفير الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية وبناء فيلات فاخرة ومساكن لابناء الشعب الأفغاني تعويضا عن مساكنهم التي دمرت بسبب الحروب وتحسين سبل الاتصالات وبناء مرافق واسواق لا تضاهي اسواق نيويورك ولندن باريس هي كيفية التخلص من تلك التماثيل أو الاصنام على حسب زعمهم. السيدة بنازير بوتو التي تم اغتيالها هي زعيمة حزب الشعب الباكستاني وهذه حقيقة وحتى وأن نشر لها صورا شبه عارية على شط البحر أو سيقانها مكشوفة أو اي صورا يخص تلك السيدة ، فهذا لا يحتاج إلى كل هذا السجال فالاجدر هو البحث عن من يقف وراء اغتيالها ، فالاغتيال جريمة إرهابية بحق زعيمة سياسية على الرغم من إختلافي الجذري مع طروحاتها ومشاريعها السياسية الا أن اغتيالها يمثل هجوما على الاستقرار والسلم في باكستان وعملياتها الديموقرطية ، فهناك قوى شريرة في عالمنا العربي والإسلامي تسعى إلى وأد مفاهيم الديموقرطية والتعددية ويخرج الينا رئيس عربي يتنكر لمفاهيم الديموقرطية وأنها لا تتناسب مع شعوبنا وكأن الله كتب علينا أن نكون عبيدا وقدر لنا أن نعيش تحت ظلال أنظمة ديكتاتورية وقمعية فاسدة تسببت في هزائمنا وتخلفنا وتشرذمنا وما علينا إلا ان نمجد هذه الأنظمة ونكرس فكرنا الثقافي والادبي في نشر فضائلهم ومآثرهم ونكتب فيهم المعلقات وندعوا لهم بطول العمر لتبقى سيوفهم مسلطة على رقابنا وكأننا قرابين ॥ رحم الله الفاروق حين قال : "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" ॥
*************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق