حقوق الوطن .. وحقوق الأنسان .

حقوق الوطن .. وحقوق الأنسان .

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

راحت السكرَة .. وجتّ الفِكرَه !!

راحت السكرَة .. وجتّ الفِكرَه !!

         السكرة اللى راحت هى توابع حادث مسجد الروضة ببئر العبد .. وأستشهاد 305 مُصلى بينهم 28 طفلا .. أنتهينا أو قربنا من العزاء .. والبكاء .. والتعويضات المالية .. وأحاديث الخبراء العسكريين  ، والأستراتجيين على الفضائيات.. والصريخ والعوال .. والشجب ، والتنديد ، والأدانة ، من الخارج والداخل .. وجلسات البرلمان ..ومقالات الصحفيين ..وصراخ الأعلاميين ... كل ده حلو .. بس  هيييييه وبعدين ؟
          اللى حايحصل أننا يمكن نستمر أسبوع كمان على كده .. وبعدين خلاص خلصنا .. والكل يرجع لحياته زى ماكانت .. وحاننسى .. وأكيد حاننسى زى مابننسى كل مرة !! .. بس برضه المؤكد أننا  بعد ماننسى  حاترجع ريمة لعادتها القديمة  ,, فى أول حادث إرهابى جديد .. ويتعاد الفيلم من أوله تانى من البكاء ، والغضب ، والتنديد ، والشجب إلى آخره!!
           نسيت أقولكم أن برضه عقب كل حادث يتم التنويه ، والمطالبات  من الكل بضرورة تعمير سيناء .. والكلام ده مستمر من سنين وسنين  ..ومش وليد العهد ده بس .. لكن دى فورمة كده بتستخدمها كل الحكومات المتعاقبة  .. ويكتب عنها الصحفيين ..ويستعرض بها الأعلاميين .. وأنا واحد من اللى كتبوا عن تعمير سيناء أكتر من 18 مرة منذ عام 1997  فى كل الجرائد ــ تقريبا ــ جوه مصر وبره مصر .
           أما الفكرة بقى فهى إن إسرائيل وبوضوح وبعلم الكل مستكترة علينا سيناء .. وعايزة ترتاح من الصداع المزمن اللى أسمه الفلسطنيين ..وتبعدهم عنها خالص وتفوق لنفسها بقى .. فمساحة شمال سيناء حوالي 27564 كم2 عدد سكانها التقديرى 419.200 نسمة فقط .. يعيش 86.5% منهم على الشريط الساحلى .. يعنى على حوالى 21% من المساحة والباقى صحراء فاضية تماما  .. من أيام سيدنا موسى  عليه السلام .. ويبقى العقل والمنطق الأسرائيلى  صح لما يقول : ليه مانستغلهاش أحنا بقى !!  مادام المصريين مش عايزينها  ولا تهمهم فى حاجة .. وخصوصا أن شكلها كدة حاتفضل خاوية ليوم القيامة .
           وبصراحة ومن غير مانضحك على نفسنا أنا شايف أن  إسرائيل عندها حق !!.. لأنى  مش فاهم  ليه كل الحكومات دى مش فاهمة أن سيناء هى الحل الأمثل لتنمية وإزدهار مصر ؟؟ .. ولو كانت فاهمة وعاملة نفسها من بنها تبقى مصيبة .. ولو مش فاهمة تبقى المصيبة أكبر بكتير !! .
          تعمير سيناء ياأهل الخير معناه  تخفيف العبء ، والتضخم السكانى على الوادى .. وتخفيض أو إنهاء البطالة .. والبدء فى التعدين ، وأستخراج خيرات سيناء المعدنية .. وإنشاء المصانع .. وفتح باب الأستثمار الحقيقى بها على مصراعيه ..  وبناء حائط بشرى طبيعى من البشر يحول دون إطماع كل الأعداء وحتى الأصدقاء .. ويشعر أهالى سيناء بأنهم مواطنين مصريين من الدرجة الأولى .. تهتم بهم دولتهم مصر ..وتسعى لراحتهم ورفاهيتهم .
          بيتهيألى أن تعمير سيناء  حتى فى وجود الأرهاب سيقضى عليه من جذوره .. وسينقل مصر نقلة نوعية عظيمة .. ياسادة إن الوقت قد حان ..ومن غير تأجيل .. أو تسويف .. أو حجج قديمة ودايبة  ..لازم نبدأ وفورا فى تعمير سيناء ..ونعتبرها المشروع القومى الأول والأكبر .. وتُسخر له كل أمكانيات الدولة .. غير كده أنا شايف أننا نعطيها لأسرائيل أو الفلسطينيين أحسن ..ونوفر دم ولادنا اللى شربت وأتروت ..وأرتوت منه كل الصحراء الفاضية هناك !!.. وكأننا ننتظر من هذه الدماء  أن تطرح جنودا برماح مسوّمة ستقضى على الأرهاب .
           لازم.. لازم نزرع مصانع .. ومشروعات .. ومجتمعات متكاملة .. ونرويها بفلوسنا وفلوس الستثمرين .. علشان نجنى خير .. ونماء .. ومستقبل مشرق لمصر كلها .. أما دماء ولادنا  اللى أتروت بها أرض سيناء فالأكيد أنها ستكون الطمى الطيب الذى يصلح التربة  لتنبت كل هذا الخير .
بقلـــــــــــم
صـــــــلاح إدريـــــــــس
تم نشر المقال بجريدة ( الوطن ) عدد الثلاثاء 28 نوفمبر 2017

http://alwatneg.org/tfr/2188






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق