حقوق الوطن .. وحقوق الأنسان .

حقوق الوطن .. وحقوق الأنسان .

الأربعاء، 10 أبريل 2019


بلد الثورات تعزف سيمفونية ثورية جديدة  .

         زمان كان يقال على السودان ( اللى يصحى بدرى ..هو اللى يحكم ).. والسبب أن السودان كانت أكثر دول العالم زخما  بالثورات !!
        بدءا من  ثورة أكتوبر في سنة 1964 ضد نظام الرئيس السوداني الراحل الفريق إبراهيم عبود مطيحةً بنظامه . 
         ثم قامت ثورة أو انتفاضة أبريل في 6/4/1985 ضد نظام الرئيس السوداني الراحل، جعفر نميري .. وكانت أول ثورة شعبية فى افريقيا والعالم العربي
              وبعدها اندلعت انتفاضة سبتمبر في سنة 2013 ..  ومايحدث فى السودان الآن هو إمتداد لانتفاضة سبتمبر 2018 .. بعد أيام من انعدام الوقود  ، وشح في العملة النقدية المحلية ، والارتفاع الشديد لسعر الدولار مقابل الجنيه السوداني .
       وبين كل ثورة وأخرى كانت هناك أنتفاضات .. وإنقلابات .. فشعب الثورات لم يكن يرضى بالحرية والعدل بديلا .
            والثورة الحالية تسير على خطى كل ثورات الربيع العربى الأخيرة .. فالثوار فى الميادين السودانية بالملايين .. وفى ميادين العالم بالآلاف .. والفنانون والمثقفون السودانيون نزلوا والتحموا بالجماهير يلهبونهم حماسا ..وعزة .. وكرامة .
           والجميع يتغنون بأغنيات ثورية قابعة فى قلوب السودانيين .. للفنانين محمد وردى ،  وحَمِدّ الريح .. ، ومحمد الآمين وغيرهم .. والهتافات فى الشوارع : سلمية .. سلمية ....و أغنية ( جبشنا ياجيش الهنا .. ياحارس مالنا ودمنا ) .. تأكيدا لآنحياز الجيش للشعب فى ثورته .
      عمر البشير حكم السودان ثلاثون عاما .. شاركه فى بداية حكمه الزعيم الأخوانى الراحل حسن الترابى .. ثم أنقلب البشير عليه طمعا فى السلطة ..وليس رفضا للأسلام السياسى الذى يخدم مصالحه .
        ولآن الشعب السودانى مثقف وواعى وقارىء جيد للتاريخ الأسلامى .. فقد تيقن أنه لايوجد شىء أسمه ( الحكم الآسلامى ) ,, فكل المحاولات لإقامة حكم إسلامى منذ وفاة الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ  وحتى الآن باءت بالفشل ..وكانت نتائجها مئات الآلاف من القتلى ..وبحور لاتنضب من الدماء .. فالديانه طهارة ..والسياسة نجاسة .. ولا يمكن أن تجتمع الطهارة مع النجاسة .. والتاريخ الآسلامى بكُتبه ومراجعه شاهدا على ذلك .
        ولابد لثوار السودان أن يعوُا  ذلك جيدا .. وينتبهوا لكل الحركات الآسلامية التى تسعى لركوب الثورة وسرقتها بكل الطرق .. بدءا من المسكنة ..والتقرب ..والحديث بأسم الآسلام ..  مرورا باستخدام الآموال المتلتلة التى تصلهم من الخارج .. وانتهاءا بالوقيعة بين الثوار والجيش بقتل الثوار فى الظلام برصاص مدنى من ميليشياتهم ..ولكن  مكتوب عليه عسكرى .. لإحداث الفوضى ..والتشكك .. والبلبلة .
      وستظهر وجوه سياسية ودينية قديمة ..وجديدة .. هدفها الوحيد هو مصالحها فقط ..وليس مصلحة الوطن
      السودانيون الآن  يعيشون أجمل أيام حياتهم .. يتغنون فى الشوارع أغانى جماعية على العود والدف .. يتقاسمون اللقمة  ،ومعها الآحلام ، والأمنيات الثورية .. ورغم تلاحم الملايين فى كل ميادين السودان .. إلا أنه لم تُسجل  أى مشاجرات .. ولا تحرشات ..ولا سرقات .. فقد تحولت السودان بقضل ثورتها إلى المدينة الفاضلة ..كما حدث مع كل ثورات الربيع العربى ــ فى بداياتها ـــ وندعو الله ألا تتحول نهايتها  كنهاية كل ثورات الربيع العربى ( بلا أستثناء )!!!.
       أنتبهوا  ياأهلى بالسودان .. ثورتكم النبيلة أمامها خياران لا ثالث لهما .. إما التقدم بالسودان إلى الآمام ، إلى الحرية ، والعدل ، والتنمية .. أو العودة إلى عهود الظلام ، والعبودية ، والقهر ..ووقتها لن تقوم للسودان قائمة بعدها أبدا !!
بقلــــــــــــــم
صـــــلاح إدريــــــس
تم نشر المقال بجريدة ( الوطن ).. عدد الآربعاء 10 أبريل 2019
http://alwatneg.org/tfr/2939


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق