حقوق الوطن .. وحقوق الأنسان .

حقوق الوطن .. وحقوق الأنسان .

الخميس، 20 أكتوبر 2016

حبيشة فى الجيش .

حِبِـيشَـــــة فى الجيش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                من يومين تلاتة الفنان الشاب محمد رمضان  تقدم فى موعده المحدد للألتحاق بالجيش .. وكتب على صفحته الشخصية :
 ((اليوم قدمت اوراقي للتجنيد .. يوم انتظرته منذ طفولتي .. اقل واجب تجاه بلدي .. الخدمة العسكرية .. بإذن الله فى  العريش )) ,
            ويارب بقى تهدى نفوس الناس ، ناحية رمضان .. لأنه أكتر فنان أتظلم فى مصر  ، ويمكن فى العالم كمان  !! لأنى بصراحة أول مرة أشوف فنان بيتعاقب على حُسن آداؤه ، وقدرته على إقناع الناس أنه هذا المجرم ،أو البلطجى اللى بيمثله ،  حتى أن أغلبية متابعيه صدقوا ، وبدأوا يتعاملوا معاه على هذا الأساس .. بدءا من ضابط البوليس الذى أوقفه من سنتين تلاتة ،وأصر على تفتيش سيارته ، والتعدى عليه بالقول .. وألتقطت الصحافة  الخبر ، ونشرته على كل الصفحات .. ومن وراها الفضائيات وبرامج التوك شو .. ومعاها طبعا مواقع التواصل ... وكل دوول وبلا أستثناء  عايزين جنازة ويشبعوا فيها لطم .. وكلنا عارفين كده فالكلمات الراسخة فى بلاط صاحبة الجلالة (( إذا كلب عض إنسانا  فليس خبرا .. ولكن الخبر الحقيقى  إذا عض الأنسان كلبا ))..  فالأخبار السلبية والسيئة هى الأكثر جذبا للكاتب والقارىء .. وبالتالى هى الأكتر أنتشارا .. وبعدها أنطبع فى ذهن أكثر الناس أن محمد رمضان بلطجى فعلا  ، لأتقانه تمثيل أدواره .. ولملامحه المصرية الشعبية الصميمة .
                وحاجة تانيه أهم جعلت الناس لا تتعاطف مع رمضان  ، وهو  التوقيت .. فقد كانت أغلب أدواره عن البلطجة ،والبلطجية، تم فى وقت أنتشار هذه الظاهرة السيئة فى الشارع المصرى ، بعد ثورة يناير .. وتخوف المصريين منها .. وكرههم لها .. ثم يطلع لهم رمضان ممثلا لهذه الشخصيات الكريهة .. فلم ييتعاطفوا معه ، أو بالآوضح كرهوه .. وهم لم يكرهوه هو شخصيا ، ولكن كرهوا الشخصية اللى بتخوفهم ، فى شارعهم ،وحارتهم ،والأسواق ،والقرى .. كرهوا الفعل  مش الفاعل .
              والدليل أن فريد شوقى والمليجى والدقن وعادل أدهم وغيرهم من أشرار السينما  ضربوا وقتلوا آلاف الشخصيات  فى أفلامهم .. ولكننا لم نكرههم  بهذا الشكل .. بل بالعكس كنا بنحبهم ونقدرهم ..وأحيانا كثيرة بنتعاطف معاهم وناخد صفهم ضد الآخرين .
              لكن من ناحية تانية  اللى يضايق فعلا أن فيه ناس حقودة وغلاوية .. بيبصوا لما يقبضه  رمضان من ملايين .. ياعم  أحنا مالنا ، ربك هو الرزاق .. والحكاية عرض وطلب .. فلو صناع السينما مابيكسبوش منه أضعاف أضعاف اللى بيدفعوه  ماكانوش دفعوه أصلا .. وبعدين تخيل نفسك فى عمل وصاحب العمل قالك حاأزودك 5 أضعاف مرتبك علشان أنت شغال كويس .. ياترى ساعتها حاترفض وتقوله  لأ   مش عايز .. ولا حاتاخدهم وتحمد ربك على النعمة .. مشكلتنا ياأخوانا هى فى الرضا .. لو كل واحد فينا راضى باللى ربنا قسمه له ، ومابيبصش على اللى فى أيد غيره حانكون ساعتها أحسن ناس فى الدنيا .
               يارب بقى بعد مامحمد رمضان أعلن دخوله الجيش ، ورغبته فى الخدمة بالعريش ، رغم أنه من الممكن ن يخدم فى القاهرة مثلا بنادى الضباط أو ماشابه ذلك .. ولكنه أراد أن يثبت للكل أنه مصرى وطنى أصيل ، لايزيد عن أى مجند آخر .. ولعله يكون قدوة حسنة  ،ومثل يُحتذى للكثير من شبابنا  وخصوصا الذين قلدوه فى أعمال البلطجة .. ويارب يقلدونه فى أعمال البطولة .
بقلــــــــــــــم
صــــلاح إدريــــــــس
salahedris@gmail.com
تم نشر المقال بجريدة ( الوطن )عدد الخميس 20 أكتوبر 2016
 http://www.alwatneg.org/tfr/1062






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق