حقوق الوطن .. وحقوق الأنسان .

حقوق الوطن .. وحقوق الأنسان .

السبت، 7 يناير 2017


ح اضُمّك .. وبحلم بحضنك وبيت .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

            هو أبن قرية أكباد شرقية .. وأسمه سليمان خاطر .. وكان مجندا بالأمن المركزى .. وحكايته حكاية بطولة من ملايين البطولات اللى بتتحكى عن الجنود المصريين منذ عهد الفراعنة وحتى الآن .
         سليمان كان  واقف حراسة على حدود سيناء وفلسطين ..ساعة الغروب  يوم 5 أكتوبر 1985 شاف عدد 12 من الأسرائيليين بيحاولوا التسلل للأراضى المصرية من خلال الهضبة المعين عليها حراسة .. فأطلق عيارين فى الهواء  لتخويفهم ..لكنهم لم يتوقفوا .. فقالك بركة ياجامع.. وراح فاتح رشاشة عليهم وقتل منهم 7 أشخاص .
        أتقال كلام كتير عن الواقعة دى وقتها .. وقالوا أنهم مدنيين كانوا بيستحموا فى البحر بالأراضى الأسرائيلية بجوار الحدود .. واللى يقولك أصلهم كانوا عريانين ، وهو شاب متدين وماعجبوش الحال .. وعصمت عبد المجيد اللى كان وزير خارجية وقتها قالك أصله مختل عقليا .. ودى الصفة اللى بتطلقها كل الحكومات على أى حادثة مش عايزين حد يعرف عنها حاجة !!
           المهم أتحكم  عليه بالسجن المؤبد 25 سنة  .. وزى النهاردة من 30 سنة  فى 7 يناير 1986 لقوه متوفى  داخل سجنه .. وكالعادة أنتشرت الأقاويل والأشاعات بأنه تم قتله من السلطات المصرية !! ..وكالعادة  ظل سبب موته مجهولا حتى أمبارح.. فالشفافية والوضوح مانعرفهاش فى مصر.
         لكن عائلته النهاردة قالت أن عندها مستندات وأدلة تثبت أن المخابرات الأسرائيلية هى من قتلته داخل السجن .. وأنها ستعلن مساء اليوم فى ذكراه كل التفاصيل .. كما أعلنت اللجنة القومية لمناهضة الصهيونية العالمية، برئاسة الحسيني عبدالقادر، أن المفاجأة ستدور بشأن الإعلان عن وثيقة جديدة تفضح دور المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، في ملابسات وفاته داخل السجن يوم 7 يناير 1986.
            وده ممكن يكون صحيحا !! لأن ده هو أسلوب أسرائيل فى أنها ما بتسيبشس تارها أبدا..  ولازم  توصل للفدائى ،وأسرته ،وجيرانه فى أى مكان وتصفيته .. والأسلوب  ده هو اللى مخللى حماس  مش عارفة ،ولاقادرة، ولاعايزة تعمل أى عمليات فدائية زى زمااااان، وآدينا  منتظرين التفاصيل من عائلة البطل .
              الجميل فى الموضوع أن الشارع المصرى والعربى وقتها ثار بقوة .. وقامت عدة مظاهرات فى كل أنحاء الوطن العربى .. وعشرات الشعراء من كل أنحاءه كتبوا قصائد فى بطولة ورجولة سليمان خاطر .. منهم شاعر العراق الأعظم مظفر النواب .. الذى قال  في قصيده عنوانها :  أيها القبطان – سليمان خاطر
يا أخت هارون ولا أمُّكِ قد كانت بغيّا
زكريا
وسليمان بن خاطر” كان صدِّيقًا نبيا
وإماما
قبِّل القبرَ “بأكياد
فهذا الهرمُ الطفلُ
احتوى أسرارَ مصر كُلَّها
وأقانيمَ خلود الروح والطوفانَ والطودَ .
وأيضا صديقى العزيز الراحل أحمد فؤاد نجـــم  (الفاجومى ) والعاشق الكبير لمصر المحروسة و شاعر العامية الأول .. اللى قال :
قصيدة الشهيد سليمان خاطر

أضمك وجرحي بينزف قُبل
برغم اللي خانوا
ورغم اللي هانوا
ورغم اللي كانوا في غاية الخجل

أضمك وحتما يدور العجل
بكل الأراضي اللي خُضرة وحبل
مادام لسه بغزل حروف الغزل
وبنسج غرامي قصيدة
و كلامي بينقش أسامي
بحجم الدبل

ح اضُمّك
وبحلم بحضنك وبيت
أنا اللي بـنيلك وطَميِك حييت
وضيّعت عمري
وما كنت أدري
ولو كنت أدري مكنتش بقيت
على أي صهيوني أول ما جيت

فصيلك نبينا في يوم الحساب
إذا ما التقيتي بهذا الكتاب
و لم تصدقي
و لم تعشقي
و لم تلحقي
حتى لو بالحجارة
ويركب قفاهم بشارع وحارة
بأرض المطار
وجوى الديار
ما بين الآثار
أو في مبنى السفارة

و آخر كتابي أيا مهجتي
أمانة ما يمشي ورا جثتي
سوى المتهومين بالوطن تهمتي
فداكي بدمايا اللي شاغلة الخواطر
بطول الزمان

رحم  الله الشهيد البطل سليمان خاطر .. فمصر دايما ولادة برجالها ،وأبطالها .. والكل كليلة على أستعداد دائم يضحى بروحة ،فى سبيل حريتها وكرامتها .. وعلشان كده كل الخونة والمتأمرين اللى بره وجوه مش عارفين ياخدوا من مصر وشعبها لاحق ولا باطل .
بقلــــــــــــــم
صـــلاح إدريــــــس
تم نشر المقال بجريدة ( الوطن ) عدد السبت 7 يناير 2017

http://alwatneg.org/tfr/1489




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق