بـراءة مبارك .. بين الفرح ..والغضب !!

بـراءة مبارك .. بين الفرح ..والغضب !!

          حكمت محكمة النفض اليوم فى حكم بات ونهائى  ،وغير قابل للطعن عليه..  ببراءة حسنى مبارك .. من تهمة قتل المتظاهرين .

        وبصراحة شديدة ياأخوانا أنا شخصيا مرتاح لهذا الحكم .. رغم أننى كنت من مؤيدى الثورة عليه  كملايين المصريين .. لكن كل الأحداث اللى شفناها  خلال الست سنين السابقة  خلتنى أعيد ترتيب أوراقى ، وأفكارى ،وآرائى ، زى كتير منكم ..  فالراجل كبر ، وخدم بلده طوال عمره .. من ضابط صغير فى  القوات المسلحة  حتى  رئاسته للجمهورية ..  والأهم أنه لم يهرب  ــ وقت أن كانت الفرصة متاحة ــ ورفض ترك البلد .. وأنصاع للتحقيقات والمحاكمات  من غير لايصرخ  ،ولايقول شرعية ،ولارئيس ،ولابطيخ .

            وعموما هو لسه عنده قضيتان قيد التحقيق هما القصور الرئاسية  ،والتربح .. وهى قضايا عادية  تقبل القسمة على أتنين .. لكن  ماكنا  سنكرهه ولانقبله أبدا هو  تأكدنا من قتله لأبناءه من شباب مصر .. ولكن الحمدلله أنه تم تبرأته من هذه التهمة المشينة ..واللى كانت كفيلة بتشويه تاريخه كله  .

     صحيح هو عنده أخطاء  كتيرة .. لكن مين فينا بلا أخطاء  ؟  ومين منا معصوم من الخطأ .. أنا مرتاح للحكم لأنه كان صعبان على أن يهان الرجل فى شرفه  الوطنى  ،والعسكرى ..بعد هذا العمر الطويل ، وفى نهاية حياته .

          وياريت ماحدش يقوللى : أنت غيرت مبادئك  ،  ورأيك اللى قرأناه فى مقالاتك ، وعرفناه عنك ..  وإيمانك فى 2011 بالثورة  ..وتشجيعك اليومى لشبابها   ،ومشاركتك فيها ..  لكن بأمانة ووضوح أنا راجل متصالح مع نفسى ..  ولو شوفت غلط بأقول عليه غلط .. ولو تأكدت بعد كده من خطأى أعتذر فورا ، ودون أى خجل أو مواربة  .. وبالتالى ممكن أغير رأيى  لما أتأكد من خطأى  فى  تقدير  قضايا كتيرة كتبت عنها  .. وأنتم شايفين وشاهدين على أن الفترة الماضية منذ الثورة لغاية دلوقت  تلخبط الجن  .. وقد تغيرت الكثير من الآراء  بعد كل حدث  ، وظهور حقائق جديدة  كل يوم  .. لكن ياترى كل الناس  بتغير رأيها وتقول ده ببساطة وشجاعة ؟  ولا بتعمل نفسها  لاتخطىء أبدا  ؟ ، وأن رأيها دائما صواب  .. حتى لو أتضح لها عكس  ذلك ..  والحمدلله أنا مش كده .. تحضرنى مقولة ((  يمكنك أن تخدع كل الناس لبعض الوقت .. لكن لايمكنك أن تخدع كل الناس  طوال الوقت )) .. فما بالك  لو خدعت نفسك  .. بيتهيألى مش حاتعرف تنام .. وأنا بصراحة بأحب أنام  براحتى .

بقلـــــــــــــم

صـــلاح إدريـــــــس

salahedris@gmail.com

تم نشر المقال بجريدة ( الوطن ) عدد الخميس 1 مارس 2017 http://alwatneg.org/tfr/1758